الاستثمار والحفاظ على قيمة المال في وقت التضخم

الاستثمار والحفاظ على قيمة المال في وقت التضخم لا يتخذ وجهًا واحدًا، بل تتعدد الأبواب التي يمكن التوجه إليها في حال مرور البلد بحالة من التضخم الاقتصادي، ويفضل كل مستثمر التوجه إلى وجهة استثمارية معينة يراها الأفضل والأنسب بالنسبة له، والتي من شانها أن تحافظ على استقرار أحواله المالية أو زيادتها حتى ولو بنسبة بسيطة.

الاستثمار والحفاظ على قيمة المال في وقت التضخم

تتخذ وسائل الاستثمار في حال مرور البلاد بتضخم اقتصادي عدة أشكال، من أشهرها وأفضلها ما يلي:

الاستثمار في السندات

يعتبر البعض فكرة الاعتماد على الاستثمار في السندات لمواجهة أوقات التضخم، فكرة سديدة، ويرجع ذلك لتأثر السندات كثيرًا بأوقات التضخم نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة، لكن لابد من اختيار السندات المحمية أو السندات قصيرة الأجل التي تشابه حسابات التوفير.

كما تعتبر من نوعية السندات التي لا تتأثر بالأسواق، أما عن السندات قصيرة الأجل فيمكن استثمارها مرة أخرى في فترة قصيرة وبفائدة أعلى من السابق عند زيادة قيمة تلك السندات، لذلك لابد أن نتنبه لعملياتك الاستثمارية وكونها استثمارات قصيرة الأجل، لتأثرها بشكل أقل من السندات الأخرى وقت التضخم.

الاستثمار العقاري

يُعد الاستثمار العقاري واحدًا من أفضل الاستثمارات في أثناء فترات التضخم، وذلك لارتفاع قيمة العقارات بارتفاع حالة التضخم، مما يزيد من أرباح أصحاب العقارات، ولا يقتصر الاستثمار العقاري على العقارات العينية، ولكن يشمل أيضًا الاستثمار في الصناديق الاستثمارية العقارية.

الاستثمار في المعادن النفيسة

يفضل العديد من الأفراد الاستثمار في المعادن النفيسة مثل: الذهب والبلاتين والفضة رغم علمهم بعدم ربحها القوية، إلا إنها تعتبر أفضل استثمار وقت التضخم.

ويرجع ذلك إلى عدم تأثر المعادن بالتضخم نتيجة ما به من استقرار وأمان، ويمكن الاستثمار في المعادن النفيسة بأكثر من طريقة، مثل الشراء المباشر أو الاستثمار غير المباشر من خلال الصناديق  الاستثمارية المعتمدة على المعادن النفيسة.

الاستثمار في الأسهم

الأسهم وسيلة لمواجهة التضخم، وذلك بحصول المستثمرين على صلاحية شراء حصة ملكية في أي شركة يتم تداول أسهمها في العلن، ونظرًا لتحرك الأسهم بجانب الاقتصاد الكلي، فبذلك تعتبر الحل الأمثل للاستثمار ومكافحة التضخم.

كما تعتبر من الوسائل المناسبة مع الجُدد في مجال الاستثمار، فكل ما عليك فعله هو فتح حساب في منصة تداول أو وسيط، مع السؤال عن أفضل ترشيحات الموثوقة من الشركات، مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الفترة مؤقتة.

الاستثمار في السلع

يعتبر حل الاستثمار في السلع من الخيارات الاستراتيجية الناجحة أثناء فترة التضخم، رغم ذلك فهو مجال مليء بالمخاطرة، نظرًا لاعتماد السلع على مبدأ العرض والطلب، إلا أنها لاتزال فكرة مثالية لمواجهة في فترات التضخم المرتفعة.

الاستثمار في سوق العملات ” الفوركس “

يلجأ العديد من أصحاب الخبرة في عالم سوق الأموال لذلك الحل في أوقات التضخم، إذ تعتمد الحكومات على رفع أسعار الفائدة لتقليل من حدة التضخم، مما يؤدي إلى النهوض بقيمة العملة ورفعها قدر الإمكان.

وهو ما نراه واضحًا فيما يتعلق بسعر الدولار المستمر في الصعود مقابل العملات الأخرى مثل الين واليورو وغيرهم، وبالتالي يعد سوق العملات هو الملاذ الآمن للاستثمار أثناء فترات التضخم.

الاحتفاظ بالنقود سائلة

خلال فترات التضخم يلجأ العديد ممن لديهم سيولة أو قدرة على الادخار إلى تخزين أموالهم النقدية، وتعتبر من السُبل المشروعة، ولكن لابد من الحيطة في ألا تكون المبالغ المدخرة مبالغ مالية وذلك لعدم ضمان استقرار حالة العملة، ففي حال تعرضت للانهيار في أي وقت فستفقد قيمتها وبالتالي تصبح كل المدخرات بلا قيمة.

لذلك يعتبر أفضل استثمار وقت التضخم هو ربط الأموال بشهادات استثمارية ذات عائد مادي ثابت ومرتفع أو في حسابات توفير، وبالتالي لن تشعر بالقلق على أموالك خلال فترات التضخم، وذلك نظرًا لارتفاع أسعار الفائدة على شهادات الاستثمار وحسابات التوفير.

في ظل ما يشهده العالم من صراعات ومشكلات على العديد من الأصعدة، من ضمنها الصعيد الاقتصادي أصبح الجميع يفكر في أفضل استثمار وقت التضخم، فمنهم من يبدأ في الادخار، ومنهم من يقوم بشراء الذهب أو تحويل العملة، وغيرها من الحلول التي تحاول النجاة بصاحبها في حال التعرض للخطر.