خالد عبدالغفار: 100 مليار جنيه تكلفة قرارات العلاج على نفقة الدولة خلال 10 سنوات

Mariam

أكد وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، أن العالم يشهد تطوراً ملحوظاً في القطاع الصحي، وأوضح أن هذا التطور يتماشى مع الثورات الصناعية المتتابعة، حتى وصلنا إلى ما يعرف بالثورة الصحية الخاصة (Health Care 5.0)، والتي تمثل قفزة نوعية في تقديم الخدمات الصحية باستخدام أحدث التقنيات والابتكارات.

وزير الصحة: 100 مليار جنية تكلفة قرارات العلاج على نفقة الدولة خلال 10 سنوات

وزير الصحة: 100 مليار جنية تكلفة قرارات العلاج على نفقة الدولة خلال 10 سنوات
وزير الصحة: 100 مليار جنية تكلفة قرارات العلاج على نفقة الدولة خلال 10 سنوات

خلال افتتاح اليوم الأول من المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي في نسخته الثالثة، والمُنعقد في الفترة من ٣ إلى ٦ يونيو، تحت شعار “بوابتك نحو الابتكار والتجارة”، وبمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، قدّم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة افتتاحية في هذا الحدث الطبي البارز.

كما أشار الوزير، خلال كلمته، إلى أنه تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالدخول في عصر الرقمنة، تم إنشاء مراكز البيانات المؤمنة والحوسبة السحابية من تكنولوجيا الجيل الخامس، والتي ساعدت في استيعاب كافة البيانات وتحليلها ورسم الخريطة الصحية ودعم وصناعة اتخاذ القرار.

وأوضح أن دمج التكنولوجيا السحابية يوفر فرصاً غير مسبوقة لإحداث ثورة في رعاية المرضى، وتعزيز إدارة وأمن البيانات، والكفاءة التشغيلية، وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي والتشخيص والعلاج عن بعد، بالإضافة إلى استخدام التحليل الجيني لتعزيز الرعاية الشخصية.

تقديم خطة الوزير لتحول قطاع الصحة

خلال كلمته، شدد الوزير على أهمية دمج التكنولوجيا السحابية في تحويل القطاع الصحي، حيث يمكن لهذا الدمج أن يُحدث ثورة في رعاية المرضى وتعزيز إدارة البيانات والكفاءة التشغيلية، ويتمثل الفرص الكبيرة في استخدام التكنولوجيا في القدرة على التنبؤ بالأمراض وتجنبها، وتحديد العلاج الأمثل وتقديم رعاية صحية فعّالة ومنخفضة التكلفة.

وتتبنى وزارة الصحة والسكان ثلاثة محاور رئيسية: المحور العلاجي، والوقائي، والتنبؤي، بهدف توفير الخدمات الصحية وتعزيز الجودة البيئية وتقليل معدلات الإصابة والوفيات، وفي إطار المحور العلاجي، تم تطوير وتوسيع أماكن تقديم الخدمات العلاجية، بالإضافة إلى إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل في عدد من المحافظات.

هذه الخطة الشاملة تعكس التزام مصر بتحسين الرعاية الصحية وتعزيز الوقاية والعلاج في المجتمع، بما يعزز من جودة حياة المواطنين ويدعم النمو الاقتصادي.

تحول قطاع الصحة في مصر نحو تحسين التغطية والوقاية الشاملة

مع استمرار التوسع في معدلات التغطية وجودة الخدمات في منظومة التأمين الصحي، أكد الوزير أن التغطية الحالية شملت ما يقرب من 69 مليون مواطن بتكلفة بلغت 6.7 مليار جنيه في عام 2014، وارتفعت إلى 51.5 مليار جنيه في عام 2024، بإجمالي تكلفة بلغت 240.5 مليار جنيه.

وأضاف أن خدمات العلاج على نفقة الدولة قدمت لـ 2.2 مليون مواطن في عام 2024، مقارنة بـ 964 ألف مريض في عام 2014، بإجمالي 18.8 مليون مريض بتكلفة بلغت 100.9 مليار جنيه خلال 10 سنوات.

أما بالنسبة لمحور الوقاية، فأكد الوزير أن المبادرات الرئاسية للصحة العامة هي نقطة البداية في جانب الوقاية والاكتشاف المبكر للأمراض، وبفضل هذه المبادرات، انخفضت نسبة الأنيميا بين طلاب المدارس ومؤشر التقزم، وانخفضت نسبة الاكتشاف المتأخر لسرطان الثدي.

وبالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ مبادرات متعددة لفحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي وفحص المقبلين على الزواج، ومكافحة قوائم الانتظار في مجموعة متنوعة من التخصصات، وذلك بتكلفة 19 مليار جنيه.

وأكد الوزير أن هذه المبادرات والبنية الصحية تعكس التزام مصر بتحسين الرعاية الصحية وتقديم الخدمات الصحية على أعلى مستوى، مما أدى إلى حصول مصر على الإشهاد الذهبي في إكمال مسار القضاء على فيروس سي.

تطور المبادرات الصحية في مصر

تفوقت المبادرات الصحية في مصر على مجرد تحسين مؤشرات الصحة العامة، حيث جمعت كميات هائلة من البيانات الصحية من خلال مسوحات متفتحة النطاق؛ مثل: المبادرة الأم 100 مليون صحة، مما أهلها للانتقال نحو مرحلة طب المستقبل.

وفيما يتعلق بمحور التنبؤ، فإن مشروع الجينوم المصري يمثل إحدى المشاريع العملاقة التي يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي سيساهم في تحسين الصحة العامة وزيادة دقة التنبؤ.

ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تحسين تشخيص المرض وتقليل المضاعفات، كما يمكن استخدام التسلسل الجينومي في علاج بعض أنواع السرطان، مما يعزز العلاج المستهدف والفعال، وتشير النتائج الحديثة إلى إمكانية استخدام علم الوراثة في تحديد المرضى المعرضين لخطر التقزم الناتج عن تعاطي الستيرويدات.

في الختام تجسد هذه المبادرات التطور الكبير في مجال الرعاية الصحية في مصر، وتفتح أبوابًا جديدة أمام الطب المستقبلي والتنبؤ بالأمراض وعلاجها بشكل أكثر فاعلية وتوجيه الرعاية الصحية نحو الوقاية والتشخيص المبكر.